روا مسلم
في صحيحه بسنده
( عن
أبي نضرة رضي الله عنه قال : كنا عند جابر بن عبد الله رضي عنه فقال : يوشك أهل
العراق ألا يجبى إليهم قفيز و لا درهم
.
قلنا : من أين ذلك ؟ .
قال : العجم يمنعون ذلك .
ثم قال : يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار و لا مدي .
قلنا : من أين ذاك ؟
قال : من قبل الروم ؟
ثم سكت هُنيهة ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه و سلم :
يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عداً .
قلت لأبي نضرة : أترى أنه عمر بن العزيز؟
قال : لا
الحصار الاقتصادي على العراق
وقد عانى العراقيون الأمرّين من هذه العقوبات التي حرمتهم من الغذاء والدواء
فضلاً عن كل وسائل التقدم والتكنولوجيا التي وصل إليها العالم في حقبة التسعينات
مما أدى إلى وفاة مليون ونصف مليون طفل نتيجة الجوع ونقص الدواء الحاد وافتقادهم إلى ابسط وسائل الحياة . وعانى فيها العراق من عزلة شديدة من معظم دول العالم سياسياً ودبلوماسياً واقتصادي
حيث دمرت بنيتهُ التحتية من مصانع ومصافي ومحطات توليد ومحطات المياه والمجاري،
والتي عاد بها إلى حقبة" ما قبل الصناعة" كما قال جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي وقتها.
وقوله (العجم يمنعون ذلك )) العجم اشارة على غير العرب .
[right]...ولاحض موقف اليمن والاردن اليمن والاردن
لأن
مجلس الأمن يومئذ ، الدائمين فيه و غير الدائمين ماعدا اليمن ، هو مصدر
الحصار أو بالتعبير الدقيق مصدر المنع و على هذا فليس أدق من إجابة جابر
رضي الله تعالى عنه عن مصدر الحصار أو المنع من قوله :" العجم يمنعون ذاك
يشار انه كان للعراق منفذ وحيد طيلة أيام الحصار وهو ميناء العقبة الأردني (والذي كان أيضاً منفذه خلال فترة حرب الخليج الأولى)
فكان العراق يصدر النفط للأردن بأسعار تفضيلية مقابل فتح حدوده لدخول البضائع المستوردة للعراق، فكان انموذج رائع للتعاون الاقتصادي بين البلدين العربيين الجارين
حصار
العراق الوارد في المتن تضمن منع الطعام و المال عن العراق ، و كنى عن
الطعام بالقفيز الذي هو مكيال أهل العراق للحبوب . كذلك ذكر منع جباية
المال إلى العراق مع الطعام
و
هذا أمر غريب ، إذ البلد المحاصر قديماً كان يدفع المال في مقابل الطعام ،
ولم يكن يتصور منع المال عنه ، لكن دلَّ منع المال عن أهل العراق مع منع
الطعام عنهم في نفس الوقت أن مصدر الأموال عندهم من التصدير ، و أن الحصار
يمنع عنهم الاستيراد كما يمنع عنهم التصدير .
و
دل هذا على أن ما يصدرونه للحصول على الأموال لا يمكن أن يكون إشارة واضحة
إلى اعتماد العراق ككل دول البترول على تصديره كمصدر رئيسي و ربما وحيد
لميزانية هذه الدول .
وهذا يا اخواني يدل ان النبي صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى وانه رسول الله حق .